هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلاً بالدارجِ نحوَ التألق باحثاً عن موطنٍ هاديء .. في حينِ كانتْ الأوطان الأخرى تلفظُ بالتنوع ,وَ تستبقُ في الصعودِ ارتقائاً , شـُرعت أبوابنا لاحتواء كل ماهو للجمالِ رمزاً ، من خيال الأقلآم المُذهله ؛ و الأنامل الباحثه بالإبداع شغفا .. ولقد أثرنا في أسيرك ... بأن يكونَ موطناً مختلفاً قدر المستطاع .. وَ مع أنّ انضمامكَ شرفُ لنا و مُتاحُ للجميع .~
The Grey(((○○○.. المأساة بطعم الثلج والذئاب.. والموت..○○○))))
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
آسـ آلآحلآم ـير
admin
عدد المساهمات : 957السن : 36تاريخ التسجيل : 08/01/2012نقاط : 10376 15المزاج : هادئ مع من يستحقالموقع : أَخشَى أَن أَنجِبَ مِنكِ طِفلآً, فَ يُحِبُّكِ أَكثَـرَ مِنِّي
موضوع: The Grey(((○○○.. المأساة بطعم الثلج والذئاب.. والموت..○○○)))) السبت مارس 17, 2012 11:03 pm
دائماً كان صوته يأسرني.. كنت أحس بعمق كلماته ودفئها.. دفء لطالما احتاجه الفيلم هذ المرة بشكل ملحّ.. لا شك أنه كان السبب الأبرز في مشاهدتي للفيلم.. كنت أعلم أنه
لن يخيب أملي في أداء كبير.. لأنه فقط
Liam Neeson.. قد لا تتذكره الجوائز كثيراً ربما بسبب ظهور أعماله مؤخراً أول العام في حين تفضل الجوائز أن لا تتذكر الأفلام التي تقدم قليلاً..! لم يأت إلى (الرمادي) لاهياً مع الذئاب
بل ليموت تحت أنيابها ومخالبها.. وليكتسح الـ BoxOffice
في 3 أيام فقط مطلع العام 2012..
هي حكاية ملئية بالخوف والبرد.. تستفز مشاعرك.. ربما ليس تعاطفاً مع الفريق لكي ينجو من الحيوانات المفترسة أو كونه صراع بقاء.. بل لأنك تجد خلف كل منهم حكايته وهمومه الإنسانية البسيطة.. يؤلمك
قلبك حين تحس أن الكلمات الحزينة والعبارات القصيرة تخبئ ألم راحلٍ لم يكمل تحقيق أحلامه.. وأنفاسهم الصافرة المتقطعة كسكرات الموت تناشده أن يترك
لهم في العمر بقية.. لا أدري لماذا هذه الفكرة بالذات كانت تستحوذ على تفكيري منذ أمد.. لكم هو العمر قصير على أفكارنا وأحلامنا وآمالنا..!! ثم
لا أدري إن كانت هذه نظرة تشاؤمية مني شخصياً للعمل أو إسقاطاتٍ شخصيةً لأفكاري عليه.. إلا أنها راقت لي.. راقت لي جداً حتى أحسست بالزمن كالذئاب التي تنهش اللحم..
نعم ربما أنا مثله لمهزوم وبات الرمادي مثل عنوان الفيلم هو لون شعري المستشيب تباعاً....
الاسم الأول الذي تم اختياره للفيلم كان (ثمانية ملايين طريقة للموت : 8Million Ways to Die : The Grey) نسبة إلى الذئب القطبي.. هنا لا تتوافر في القصة أية محاور فرعية ولا يوجد بها أية خطوط درامية أخرى.. وهذا يبدو طبيعياً جداً عند التحدث
عن "صراع البقاء" فهنا الحياة على ضفاف النهاية.. واختبارات النجاة تتلاحق
ثم تضيّق الاحتمال لها.. هو كذلك.. عش أو مت هذا اليوم (Live or Die on This Day)..
يبدأ الفيلم بمونلوج ذاتي لـOttway (الذي قام بدوره Liam Neeson) ليسمعني صوته العميق كما أحب سارداً وشارحاً بعض مجريات حياته السابقه.. فهو ذلك البائس الذي تركته زوجته الحبيبة مولعاً بحبها دون أن
يدرك حقيقة سبب رحيلها بل يرمي اللوم على نفسه أو على سوء الطالع .. حالة من الحب العميق التي ستستمر طيلة الفيلم مع صورة الزوجة التي تهمس له
(لا تخف: Don't be afrai)..
هو على وشك استقلال طائرة لا يلوي على شيء.. لا يذهب إلى أي مكان.. يخرج من عمله كحارس في شركة نفط تائهاً فعمله الآن أصبح
حياته كلها وأصبحت وحوش الليل التي كُلّف بقتالها ونزالها هي أصدقاؤه ورفقائه.. يفكر بالانتحار فلم يبقَ لهذا العالم طعم ولم يبق في هذا العالم
شيء جميل ليعيشه.. ثم تتقطع أفكاره مع عواء الذئاب من البعيد والثلوج الألاسكية فينزع بندقيته من فمه متردداً في الرحيل.. مثقلاً بجراح نفسية لا
تقلع الطائرة في العاصفة مع علم مقلّيها مسبقاً بصعوبة الطيران في هاتيك الأحوال الجوية.. وتبدأ الحوارات المازحة الفارحة بين الرجال الطائرين تارة عن الطعام وتارة عن النساء.. وتارة عن ما يمكن أن
يفعله المسافرون عند تحطم طائرتهم.. ثم يحصل ما توقعوه.. فالمطب الهوائي كان كافياً إلى الدرجة التي تجعل من الطائرة حطاماً عالياً متهاوياً
من السماء إلى الأرض.. وتمر اللحظات السماوية العاصفة الرهيبة إلى سكون الأرض
الذي يقطعه الريح.. فيجد Ottway
نفسه فوق الثلج والأشلاء المتناثرة حوله
للبشر والمعدن.. بحثه عن ناجين لم يطل فالناجون قلائل ولا أدوية لإسعاف
المحتضرين.. في رحم المعاناة
Flannery
رجل عالق في الحطام ينزف الكثير من
الدماء يصرخ بما تبقى له من قوة أن أغيثوني.. وأية إغاثة متاحة لـOttway
هنا..
- افعلوا شيئاً.. لا أحس أنني بخير
- ستموت .. هذا
ما سيحدث.. لا بأس بهذا
- لا انتظر.. انتظر.. انتظر.. انتظر..
انتظر
- أنظر إلي.. واستمر في النظر إلي.. لا بأس.. سيحدث هذا
بهدوء.. ثم ستبدأ بالشعور بالدفء والراحة.. اترك أفكارك تنساب.. كل الأشياء
الجيدة.. نعم.. هل تحب؟ من تحب؟
- صغيرتي روزي.
- هي ابنتك؟
- أنها في السادسة من العمر.
- دعها تأخذك إلى هناك إذاً.
- انتظريني..
ثم ترحل الروح تاركة الجسد الممزق.. وتاركة أحلام والد كان يأمل بأن يرى ابنته الصغيرة.. ليتبقى 7 ناجين فقط من
الحطام.. 7 ناجين لا يعلمون أن القدر لم يكتفِ لهم بالطائرة المحطومة فوق أجسادهم.. رحلة البحث عن الدفء والطعام في أشظف أماكن الحياة تبدأ هنا..
فلربما سيتم أخذ العلم بتحطم الطائرة لكن كم سيستغرق الأمر لإرسال الغوث.. وكم هم قادرون على البقاء أحياء.. لذا كان لا بد من إشعال النار والبحث عن
الطعام .. ثم تأتي المصيبة التالية.. فالذئاب تحيط بالمكان لتبدأ حكاية فقدان الناجين السبعة تباعاً.. قرروا الرحيل من مكان حطام الطائرة ظناً
منهم أنهم على مقربة من وكر الذئاب وارتحلوا ستة فقط بعد أن قضى الفريسة الأول منهم.. حاملين المحفظات الشخصية للموتى علهم إن نجا منهم أحد أوصلها
إلى ذويهم.. وتتلاحق الكوارث ويتلاحق الموتى فرادى فيما بين الموت والمرض والإصابة والذئاب.. تفاصيل عدة لا مجال لذكرها أو لإفساد مشاهدتها لمن يرغب..
أخيراً سأختم بعبارات أخرى فالفيلم في رأيي ليس مسألة صراع بقاء وحسب إنه فيلم فلسفي يشغل الإحساس لنعيد استكشاف معنى
الحياة.. يدعونا لأن ننظر في أحلامنا ونعيد صياغة أولوياتنا لكي نحقق رغباتنا قبل أن تحين الساعة.. فيلم ربما له وجهة نظر إيمانية فهذا ليس عصر
المعجزات ولا يجب أن نتظر أن تحصل لنا معجزة حتى تغير حياتنا.. فيلم يتضمن الكثير من كبرياء الإنسانية في قناعتنا بأن المصير المحتوم قادم لا محالة
مهما فعلنا ومهما حاولنا اجتناب النوائب.. نعم في الفيلم لحظات مرعبة
وحوادث مخيفة مؤثرة.. لكنه يستحق برأيي الاحترام وسأخص بالثناء المخرج
Joe Carnahan
فالعمل في تلك المناطق لم يكن سهلاً على الإطلاق وإذا كان قد وفّق
كذلك في الأداء العالي لـ Liam Neeson فقد وفق كذلك في اختيارات جيدة للمثلين المساندين الذي كانوا فريقاً متفاهماً منسجماً في أحد أوائل أعمال العام 2012 الملفتة للنظر..
السبت مارس 17, 2012 11:03 pm
