هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلاً بالدارجِ نحوَ التألق باحثاً عن موطنٍ هاديء .. في حينِ كانتْ الأوطان الأخرى تلفظُ بالتنوع ,وَ تستبقُ في الصعودِ ارتقائاً , شـُرعت أبوابنا لاحتواء كل ماهو للجمالِ رمزاً ، من خيال الأقلآم المُذهله ؛ و الأنامل الباحثه بالإبداع شغفا .. ولقد أثرنا في أسيرك ... بأن يكونَ موطناً مختلفاً قدر المستطاع .. وَ مع أنّ انضمامكَ شرفُ لنا و مُتاحُ للجميع .~
عدد المساهمات : 490السن : 26تاريخ التسجيل : 23/02/2012نقاط : 9568 6المزاج : خليها على اللهالموقع : غزة هاشم
موضوع: استطلاع........... الإثنين يونيو 04, 2012 9:38 pm
استطلاع
حواريّة
ـ مرحباً يا عم.. ـ أهلاً وسهلاً.. ـ أعتقد أنك من هنا.. أليس كذلك.؟ ـ إذا كنت تعني أنني مقيم هنا.! نعم … ـ نحن يا عم من تلفزيون...... القناة الفضائية، نحاول استطلاع الرأي حول بعض الأمور الهامّة أعتقد أنك لا تمانع، وتكون ضيفنا..؟ ـ استطلاع..؟ أرجو لو تشرح لي أكثر.؟ ـ قلت أنك من هنا، يعني أنك فلسطيني، ولا بد أن الأحداث الساخنة الجارية الآن على الساحة الخاصّة والعامّة تهمّك.. أليس كذلك.؟ ـ نعم.. نعم. ـ ماذا تعمل يا عم.؟ ـ دهّان. ـ تعني أنك متعّهد لأشغال الدهان.. أم ماذا.؟ ـ صحيح أنا معلّم دهّان، لكنني أعمل حالّياً في ورشة.. عامل بأجرة يومية.. ـ كم تبلغ من العمر، أطال الله عمرك.؟ ـ قل أكثر من خمسين سنة.. ـ إن الاستطلاع الذي نسجّله هو على وجه التقريب تقريراً لحالة تتعلّق بمشاعر الناس المعنيين الذين عانوا من التشرد ما فيه الكفاية.. أقول بثقة أن الأحداث الجارية، بداية الخلاص. ـ انتبه سنبدأ التصوير.. ـ ............ ـ ما رأيك يا عم بالمفاوضات التي تجري، منذ مؤتمر مدريد وأوسلو ووادي عربة وغيره وغيره وحتى واي بلانتيشن، وشرم الشيخ، وما تحقّق منها حتى الآن على الأرض..؟ ـ والله شيء عظيم للغاية.. ـ أنت معي إذن أن التقدّم إلى الأمام، فاق التوقع. ـ نعم.. أكيد أنه فاق التوّقع، لكن لو تسمح، أنا على عجلة. ـ لا بد أنك سمعت عن المكاسب التي حقّقها فريق المفاوضين من الجانب الفلسطيني، وهذا يقود بلا شك إلى الغاية.. يعني ما تطالبون به.! ـ والله سمعت الكثير.. لكن بيني وبينك لم أفهم شيئاً.؟ ـ سمعت أيضاً أن الأحداث العالمية المتسارعة فرضت الكثير من المستجّدات المتبدّلة على الأرض، مثلاً انهيار الاتحاد السوفيتي المفاجئ، حروب الخليج الأولى والثانية، الصراعات العرقية والطائفية في مناطق متعددة، استحقاقات الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية، وغيرها، وهذا فرض بالتالي ضرورة ملحّة للتحرك إلى الأمام في موضوع قضيتكم بالتحديد.. ـ يا أخي.. أنا على عجلة، والوقت يمضي بسرعة، والعمل الكثير ينتظرني. ـ أعني أن مجمل الأحداث هذه كرّس حقيقة وجود قوّة واحدة في العالم، قادرة على فرض ما تريد بعدالة، وقد ارتأت في أن الوقت حان لإحلال السلام الكامل في منطقة الشرق الأوسط. ـ ماذا تريد أن تقول..؟ ـ قيادة الشعب الفلسطيني (السلطة) فهمت الرسالة، تعاونت.. وها أنت ترى أنهم وصلوا بالصبر والمثابرة إلى مشارف الحلول الأخيرة. ـ يعني هل أفهم أن ما يجري قرّب عودتي إلى البلاد.؟ ـ الحكم الذاتي.. مصلحتكم تكمن في ظل هذا الحكم . وليس من شك أنّه يعني باختصار الحريّة.. تفعلون ما تشاءون، تخططون لحياتكم ومستقبلكم، ولا يغيب عنك أن ذلك كله يجري في ظّل ومباركة دولة عظمى بل هي الأعظم، وتحت لواء دولة حديثة متحّضرة وديمقراطية.. هي الحرّية إذن، أليس كذلك..؟ ـ والله كما تريد.. لا حول ولا قوة إلا بالله.! ـ دعني أسألك.؟ كم مضى من عمرك وأنت تعيش في الغربة.؟ ألا تعتقد أن الوقت حان لينتهي كل ذلك.؟ تصوّر معي، ماذا يعني الحكم الذاتي الخاص بكم ومنكم.؟ إنه فرصة.. أرض وبلديات ومدارس ومجالس وفوق ذلك كله.. الرفاهية. ـ لا بأس.. يا أخي أنا رجل شبه أمّي.. أين هي الأرض التي تتحدث عنها..؟ ـ قطاع غزة، وأجزاء من الضفّة.. ـ ممتاز … أنا من عكا . متى وصلتم إلى الحديث عنها، تعال وسلني ما تريد.؟ ـ ماذا تعني.! ألا توافق معي أنها فرصة نادرة، لن تتكرر..؟ ـ يا صاحبي.. قلت لك أنني أعمل في ورشة، وقد قطع معلمي وعداً إلى صاحب البيت الذي نعمل به أن يسلّمه إيّاه منتهياً على التمام يوم بعد غد، يعني وأنا أقف معك هنا، الشغل متوقّف هناك. ـ أعتقد أنك لم تفهم الأمر جيداً.. دعني أشرح لك من جديد. ـ الحقيقة أنني أفهم، وهنا تكمن المشكلة، هل هذا الحكم الذاتي يعيد إلي بلدي، يعني أستطيع أن أنقل عظام جدّي إلى مقبرة النبي صالح، أن أعمل عرس ابني في منشية يافا.. هذا الحكم الذاتي يعيد لي ولأولادي ما نملك من أشجار الزيتون في قرية الغبسية.؟ أن أتجوّل كما أشاء في شوارع بلدي.؟! يا أستاذ.. أرجو أن تفهّمني أين فلسطين بين كل ما تقول..؟ ـ لا بد لي أن أقرر أن قيادتكم تتحرك بوعي وذكاء، قد لا تدركه أنت على بساطتك في الوقت الحاضر لأنه على قدر من السخونة والتسارع، ولست أعتقد أنكم رغم كل ما ذكرت تدفعك العاطفة الجيّاشة المعروفة عنكم.. تفوّتون الفرصة..! أرجوك أن تبتسم للكاميرا.. ـ أنظر يا حبيبي سأشرح لك الأمر مرة ثانية، أنا أعمل في ورشة علّي أن أسلّمها جاهزة ومنتهية بعد غد.. معلمي وعد الزبون بذلك، وهو أمر على قدر كبير من الأهمية، ولكن المهم أكثر أنني أنا الذي أعمل، وأنا الذي أحمل الفرشاة.! وإذا أطلت الوقوف معك، الشغل يتوقف أيضاً، عندها يا صديقي يصبح وعد معلمي إلى صاحب الشغل مثل الــ... على البلاط..! فهمت أم أشرح لك أكثر..؟ من أجل ذلك أرجو أن تدعني أذهب لعملي..! ثم تركه ومضى..
الإثنين يونيو 04, 2012 9:38 pm